لا تكنْ مثل عبْد السُّوء
نصح سفيان الثوري أحد إخوانه فقال له : ( لا تكن مثل عبد السوء ، لا يأتي حتى يُدْعَى - أي لا يأتي إلا إذا نادى عليه سيّده - ،اِئتِ الصلاة قبل النداء ) وما أعظمها من نصيحة تبيّن مدى ما كان عيله القوم من تعاون على البر والتقوى وتناصُح في أمور الآخرة ، وإدراك لفضيلة التبكير للصلاة وشرف الصفوف الأولى .
وحول فضيلة التبكير في الذهاب إلى المساجد وخطورة التراخي أحب أن أذكّر نفسي وحضراتكم فأقول : -
يقول الله تعالى :{ والسابقون السابقون} (الواقعة 10) مما قيل في تفسيرها : أن السابقين هم أوّلهم رواحاً إلى المسجد وأولهم خروجاً فى سبيل الله ، ومما قيل فيها أيضاً : السابقون في الدنيا إلى الخيرات هم السابقون يوم القيامة إلى الجنات ، والسابقون إلى الإيمان هم السابقون إلى الجنان ، والسابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله .
ويقول النبي : " إن الله وملائكته يُصلون على الصف الأول – وفى رواية : على الصفوف الأولى "
( أحمد وأبو داود وابن ماجه وقال الهيثمى رجاله رجال الصحيح). ويقول النبي أيضا ً" لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يَسْتهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما فى االتهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما فى العتمة والصبح لأتوْهما ولو حَبْواً" ( متفق عليه) . والنداء هو الأذان ، ومعنى لو يعلمون: أي ما فيهما من الخير والبركة والفضيلة وعظيم الأجر ثم لن يجدوا وسيلة للحصول عليهما إلا بالاستهام وهو القُرعة لفعلوا ، والتهجير هو التبكير لصلاة الجماعة والجمعة ، والعتمة هى العشاء
ويحذر النبى من التثاقل والتراخى فى التبكير للمسجد وإدراك تكبيرة الإحرام فيقول : " تقدّموا فائتمَّوُا بى ، وليأتمَّ بكم مَنْ بعدَكم ، ولايزال قوم يتأخرون حتى يُؤخّرَهم الله " ( رواه مسلم ) أى لا يزال قوم يتأخرون عن الصفوف الأولى حتى يؤخرهم الله عن رحمته وعظيم فضله .
وفى رواية : " لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرَهم الله فى النار "( أبو داوود وصححه الألباني) .
وكان إبراهيم التميمى رحمه الله يقول : " إذا رأيتَ الرجل يتهاون فى تكبيرة الإحرام فاغسل يدك منه "
أي لا تعْبأ به ولا تُقم له وزناً ، وقال أحدهم : إذا سمعتم المؤذن ينادى للصلاة ولم تجدوني فى المسجد فاطلبوني فى المقبرة .
فحيَّ على الفلاح أيها الإخوة الأحباب وسارعوا وسابقوا إلى المساجد والجماعات ، وتعاونوا وتناصحوا فى ذلك واعلموا أن الجزاء من جنس العمل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
;كتابة الاستاذ نبيل المعاز